نقاشات

الإعلانات وهوس الجمال

خلونا نفكر مع بعض:

ايش هي معايير الجمال بالضبط؟ و مين يحددها؟ 

هل تتوقع الإعلانات والمشاهير بشكل عام لهم علاقة أو تأثير؟

 هل تحس انك شخص ما يتأثر  بالإعلانات؟


من اكثر المواد الممتعة والملهمة بالنسبة لي كانت مادة علم نفس وتأثيرات وسائل الإعلام احد المواضيع الي درسناها كان عن فيلم Killing Us Softly Four هو فيلم وثائقي أنتجته جان كيلبورن في عام 2010. ناقشت فيه كيفية تمثيل النساء في الإعلانات. و كيف أن الإعلانات ماصارت بس تحاول بيع المنتج  لكن تحاول تبيع قيم ومفاهيم وإلى حد ما تحاول تعلمنا مين احنا وكيف لازم نصير.

تعالوا نفكر مع بعض…

هل الإعلانات ممكن تأثر علينا بدون مانحس؟

بالفلم  كيلبورن تكلمت عن دراسات اثبتت انه اغلب الاعلانات تعتبر تراكمية ومو إدراكية مع ذلك  تقريبا ثمانية بالمئة فقط الي يستقبلها العقل الواعي.

 يعني سواء حسينا او لا حنا جالسين نتأثر فيها طول الوقت. 

واكثر شيء اعجبني لما تكلمت عن نقطة انه اغلب الناس يعتقدون انهم مستثنين من تأثير الإعلانات عليهم وهذا الشيء مرتبط بمبدأ درسناه و معروف في علم النفس يسمى الـ Third-Person Effects منظور أو تأثير الشخص الثالث الي يعني انه الشخص يعتقد أن الآخرين يتأثرون بالإعلانات ووسائل التواصل الإجتماعي اكثر من ماهو يتأثر فيها او انه هو عنده مناعه عن تصديق كل شيء. طبعاً السلوك هذا خطير لأنه ممكن يخلينا نتجاهل المشكلة لفترة طويلة.  

طيب ممكن نسأل،

كيف الإعلام والإعلانات ممكن تأثر علينا؟

الإعلانات مو بس تأثر عليك شخصياً، المجتمع ايضاً يتأثر بالإعلام و يضغط على المرأة وجمالها بشكل كبير. لو دققنا باغلب الإعلام و الإعلانات راح نلاقيهم يستخدمون المرأة كوسيلة. بهذا الأسلوب تتغير نظرة المجتمع للمرأة ومعاملتهم لها. علشان كذا مانستغرب ان اغلب البنات حتى الصغار الحين يحسون انه من الواجب عليهم انهم دائما يكونون جميلين وانه لازم يبدون من بدري ببرامج العنايه بالبشره، الشعر، الأنظمه الغذائيه اللامنتهيه والي يمكن اغلبها غير صحية، أو حتى يفكرون بعمليات التجميل.  لأنه صار من المتوقع انهم يكونون طول الوقت جميليين. هذا التوقعات تزيد من تقليل احترامهم لأنفسهم وذواتهم وممكن تسبب صورة جسم مضطربة (disturbed body image). 

مع الأسف هذي التأثيرات مرتبطة بنتائج دراسة اثبتت ان اغلب النساء يعتقدون انه لو كان حجمهم اصغر من حجمهم الفعلي راح يكونون أكثر سعادة ونجاح في حياتهم وعلاقاتهم.

 تأثير الإعلام حتى ممكن يأثر على روؤية الرجال لنساء الي حولهم. 

كيف او مين يحدد معايير الجمال في كل مجتمع؟

المجتمع ووسائل الإعلام لهم دور كبير في تحديد معايير الجمال. 

بالإعلام

 عادة ما تكون صورة المرأة المثالية الي في الإعلانات امرأة بشرتها فاتحة وخالية من كل الشوائب مره نحيفه و صدرها كبير مع انه صحياً وجسدياً مستحيل يصير الا ان الاعلانات تحاول تقنعك انك قادر على تحقيق هذا الشيء بعبارات لو شريت هذا المنتج او سويت هذا التمرين راح توصل لهذي النتيجة علشان كذا ما نستغرب أن نسبة ٩٠٪ من عمليات التجميل الي يسويها نساء. والدول المتقدمة عندها أعلى نسب أمراض اضطرابات الأكل. 

اما بالنسبه للمجتمع 

لو اطلعنا على ثقافات مختلفة راح نتعرف على معايير جمال مختلفة. مثال بعض الدول الأفريقية عندهم فكرة ان المرأة السمينة جميلة لأن النحف يرمز للفقر ف من هوس الجمال انه الأمهات أحيانا يجبرون بناتهم يشربون حليب بالسمن علشان يسمنون. 

لو لاحظنا الدول الغنية والمتقدمة صار معيار الجمال النحف وفي بعض الأحيان السمار(التان) علشان يثبون ان عندهم وقت ياخذون اجازه و يسوون تان. بينما الدول الفقيرة معيار الجمال السمنة لأنها تدل ان عندك المال الكافي تاكل فوق الحاجة.

هذي الاختلافات تخليني اتسائل ايش معنى الجمال الحقيقي؟

هل الجمال دائماً راح يكون مرتبط بالوضع المادي؟ لأن يبدولي أن الجسم الصحي والمظهر الطبيعي ما يتناسب مع المعايير المتعارف عليها. السمنه او النحف الشديد مو هي الهدف. صحيح الاعلانات والتوعيه عن الحياة الصحية والوزن الطبيعي مهمه لكن لازم نختار الممثل بعناية. مايصلح نختار نموذج نحيف  مره ونقول هذا الوزن الطبيعي ولا نقول إن السمنة المفرطة ظاهرة طبيعية. 

هل  وسائل الإعلام ممكن تأثر على الصحة العامة؟

في مثال مهم درسناه في كتاب A cognitive psychology of mass communication عن دراسة سووها في فيجي الدراسة ربطت بين إدخال وسائل الإعلام الغربية وزيادة اضطرابات الأكل في فيجي. في زمن قريب، كانت فيجي مجتمع منعزل نسبياً ومافيه وسائل إعلام غربية كثيرة. في هذي الدراسه قاسوا عادات و سلوكيات الأكل للبنات قبل إدخال التلفزيون. بعد فتره من المتابعه لاحظوا ازدياد في نسب السلوكيات السلبيه تجاه الأكل وارتفاع نسبة أمراض اضطرابات الأكل.

علشان كذا من واجبنا نعرف تأثير الإعلانات علينا ونبدأ نشكك في هدف الإعلان. 

ومانغفل عن تعديل الصور والفلاتر 

ايضاً عندنا مشكله مع التطورات التقنية والتطبيقات صار استخدام برامج تعديل الصور اسهل وتعديل الصور بثواني قبل تنزيلها بوسائل التواصل الاجتماعي. وميزة الفلاتر الي الحين الواحد يقدر يصور او يكلم فيها. الفلاتر تخلي الناس اصغر، انحف، وتعطي بشرة صافية و بدرجات ألوان مختلفة. صحيح انها ميزه سهله وسريعه للمكالمات المفاجئة أو تلطيف الصور لكن نتيجة استخدام الفلاتر ان الناس صارت تقارن نفسها بصور نفسها الغير واقعيه مو بس الآخرين

هل الوعي الموجود حالياً كافي؟ 

مع انه باقي مشوار طويل علشان نوصل للهدف لكن مؤمنه انه فيه تغيير كبير بالفتره الأخيره. نشوف الحين اغلب الإعلانات بدأت تضيف نماذج مختلفة من الأعراق، الأعمار، والأحجام. الحين  نشوف عارضات ازياء  كبار في السن، احجام مختلفه عن المعتاد، من ذوي الاحتياجات الخاصة، بأطراف صناعية، حوامل، حتى نشوف مسلمات بحجابهم! شيء جميل اننا جالسين نشوف تغيير كبير لأنه راح يأثر على ثقتنا بأنفسنا الجمال مو مقتصر على سن معين او حجم او لون معين. هذي التغييرات راح تساعد في إعادة تعريف الجمال والأناقة علشان نتغلب على مشاكل صورة الجسد واحترام الذات.

نجي للمهم احنا ايش دورنا؟

بالنهاية احنا مسؤولين عن معرفة تأثير الإعلانات علينا وتثقيف أنفسنا وأطفالنا. كلنا لازم نكون واعيين ونثقف أنفسنا ونشتغل مع بعض علشان نلاقي حل لتحسين جودة الإعلانات وممثلينها علشان نقلل من تأثيرها السلبي علينا.  


المصادر

Kilbourne, J. (2010). Killing us softly 4: advertising’s image of women. Northampton, MA: Media Education Foundation.

Sanborn, F. W. & Harris, R.J. (2019). A cognitive psychology of mass communication, (7th ed). New York: Routledge. 

تعليق واحد

  • ……

    النقاش في هذا الموضوع جداً متشعب وعميق ،
    معايير الجمال اشوفها مختلفه من شخص لشخص بالنسبه للشكل الخارجي ، زي مالاذواق في النكهات مختلفه ، واشوفوها برضو متغيره من وقت لوقت وزي مانشوف حالياً الاذواق في كل الاشياء حسب الهبات يعني زي ماقلتِ متاثره بالاعلام وايش الي جالس المجتمع يشوفه